🔵 الجنة .. تنتظرك .. 🔵
في هذا الموضوع :👇👇
أيها الافاضل ..
نقرأ القرآن الكريم ، فتمر بنا آيات يصف فيها الرب - تبارك و تعالى - جنته ..
و نقرأ أحاديث المصطفى - صلوات ربي و سلامه عليه - التي يصف فيها جنة ربه الكريم ..
فهل تحركت قلوبنا لتلك الجنة ؟
هل نتمنى أن نجتمع فيها بأحبتنا - السابقين و اللاحقين - اجتماعا لا فراق بعده ؟
أيه الكرام ..
الجنة أمنية كل مؤمن صادق مع ربه ..
فكيف إذا كانت في إنتظارنا ؟
كيف لا نشتاق لها ؟
لكن .. هل يكفي مجرد الشوق ؟
أم لابد من مهر و عمل ؟
أسأل الله الكريم لي و لكم و لمن نحب أن يجمعنا بأحبابنا في دار كرامته و فسيح جنانه في الفردوس الأعلى منها .. اللهم آمين ..
أنظر - غير مأمور - المقطع القصير التالي:👇
مزيد بيان للموضوع: 👇👇
أيها الكرام ..
لا شك أن هذا الزمن تنوعت فيه الملهيات عن الخير وكثرت، وهذا من شأنه أن يقسي القلب وينسىيه تذكّر الحياة الحقيقية ، وهي الحياة الآخرة وما فيها من نعيم وعذاب.
فعلى المسلم أن يسعى في إخراج قلبه من ظلمات الغفلة ؛ و من الأمور المعينة على هذا:
الأمر الأول:
الصحبة الصالحة؛ فعلى المسلم أن يحرص على مصاحبة الصالحين الأتقياء الذين يذكرونه بأفعالهم وأقوالهم بالآخرة.
قال الله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا الكهف/28.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
" يأمر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وغيره أسوته، في الأوامر والنواهي - أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين ( الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) أي: أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله ، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم ، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى.
( وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) أي: لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك.
( تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) فإن هذا ضار غير نافع، وقاطع عن المصالح الدينية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا، فتصير الأفكار والهواجس فيها، وتزول من القلب الرغبة في الآخرة ، فإن زينة الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل ، فيغفل القلب عن ذكر الله ، ويقبل على اللذات والشهوات ، فيضيع وقته، وينفرط أمره ، فيخسر الخسارة الأبدية، والندامة السرمدية، ولهذا قال: ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ) غفل عن الله ، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 475).
فعلى المسلم أن يلازم الصالحين الذاكرين، وأن يفرّ من أهل البطالة والمشتغلين باللهو واللعب عن فعل الخيرات؛ فهؤلاء -أهل البطالة- ينسون الشخص تذكر الآخرة ويعيقونه عن الاشتغال بما ينفعه في الدنيا والآخرة ، فمن لازمهم فهو على خطر الندامة الشديدة يوم القيامة؛ كما وصف الله تعالى ذلك: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا الفرقان/27 - 29.
الأمر الثاني:
ملازمة دروس العلم والوعظ وتدبّر القرآن؛ فالعلم طريق إلى ملازمة ذكر الآخرة وما فيها من نعيم وعذاب وهذا يحصّل قوة الخشية من الله تعالى ويدفع الغفلة عن القلب بإذن الله تعالى؛ قال الله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ فاطر/28 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
" ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فكل من كان بالله أعلم، كان أكثر له خشية، وأوجبت له خشية الله، الانكفاف عن المعاصي، والاستعداد للقاء من يخشاه، وهذا دليل على فضيلة العلم، فإنه داع إلى خشية الله، وأهل خشيته هم أهل كرامته، كما قال تعالى: ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 688).
الأمر الثالث:
اتباع الجنائز وزيارة المقابر؛ ففي هذا تنبيه للقلب من غفلته.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا رواه مسلم (977) ، وفي رواية فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ رواها الترمذي (1054): وقال: " حَدِيثُ بُرَيْدَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ".
الأمر الرابع:
ملازمة المسلم للدعاء والشكوى إلى الله تعالى بأن يحيي قلبه ويعيذه من الغفلة، مع تحري أوقات الإجابة كأثناء السجود وثلث الليل الأخير، مع التضرع والإلحاح .
ثم يا أخي الكريم ..
لا بد أن تعلم أنك مهما جاهدت نفسك على التذكر، فلا بد لها من ساعة فتور، وساعة سكون، وساعة من حاجاتها المباحة من أمر الدنيا.
فعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ ، قَالَ: - وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ؟ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا!!
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا !!
فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يَا رَسُولَ اللهِ ؟!
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا !!
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ".
رواه مسلم (2750).
منقول بتصرف يسير من موقع الاسلام سؤال و جواب ..
تعليقات
إرسال تعليق