القائمة الرئيسية

الصفحات

تزكية النفس - الحلقة ٤٠ و الأخيرة - التوبة : معناها و شروطها و اسرارها

 التوبة : معناها و شروطها و اسرارها 


في هذا الموضوع: 👇👇

التوبة ..

ما مكانتها ؟ و ما أقسام الناس فيها ؟

ما تعريفها ؟ و ما شروط قبولها ؟

هل تختلف الشروط إذا كانت التوبة من حق آدمي؟

ما هي التوبة النصوح ؟

هل للتوبة أسرار ؟

ما هي مراتب الإفتقار الى الله ؟

ما هو المثل الذي ضربة النبي لفرح الله بتوبة عبده ؟



أجزاء المقطع: 👇👇

00:00  - مقدمة . .
00:30  - تساؤلات ..
00:56  - مكانة التوبة ..
01:57  -  أقسام الناس فيها  ، و من هو الظالم ..
02:43  - تعريف التوبة ، و شروطها..
03:56  - إذا كانت التوبة من حق آدمي ..
05:28  - التوبة النصوح ماهي ..
06:01  -  اسرار التوبة و لطائفها ..
07:05  -  مراتب الإفتقار  الى الله ..
08:00  -  مثال لفرح الله تعالى بتوبة عبده ..

رابط المقطع: 👇👇



صفحة فهرس الحلقات و روابطها:👇👇



رمز سريع للسلسلة: 👇👇


و هذا نص الموضوع من الكتاب المذكور (بتصرف):


التوبة


التوبة من الذنوب بالرجوع إلى ستّار العيوب ، وعلاّم الغيوب ، مبدأ طريق السالكين ، ورأس مال الفائزين ، وأول إقدام المريدين ، ومفتاح استقامة المائلين، ومطلع الأصطفاء ، والاجتباء للمقربين . 
ومنزل التوبة أول المنازل ، وأوسطها ،وآخرها، فلا يفارقها العبد السالك ولا يزال فيه إلى الممات وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل به واستصحبه معه ، ونزل به ، فالتوبة هى بداية العبد ونهايته، وقد قال تعالى :
( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )  (النور: من الآية 31)   
وهذه الآية فى سورة مدنية خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه  أن يتوبوا إليه بعد إيمانهم وصبرهم ، وهجرتهم ، وجهادهم ، ثم علق الفلاح بالتوبة وأتى بكلمة " لعل" إيذانا بأنكم إذا تبتم كنتم على رجاء الفلاح ، فلا يرجو الفلاح إلا التائبون جعلنا الله منهم ، وقال تعالى : (وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)  (الحجرات: من الآية 11)
فقسم العباد إلى : " تائب " و " ظالم " وليس  ثم قسم ثالث ، وأوقع اسم الظالم على من لم يتب ولا أظلم منه لجهله بربه وبحقه وبعيب نفسه وآفات أعماله ، وفى الصحيح عنه 
صلى الله عليه و سلم أنه قال : "يا أيها الناس توبوا إلى  الله فوالله إنى أتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة " ( ) . 
والتوبة هى: رجوعُ العبد إلى الله ومفارقته لصراط المغضوب عليهم والضالين . 
وشرائط التوبة ثلاثة : إذا  كان الذنب فى حق الله عز وجل . 
وهى : " الندم " و " الاقلاع" ، و " العزم على عدم العودة " . 
فأما الندم فإنه لا تتحقق التوبة إلا به  إذ من لم يندم على القبيح فذلك دليل على رضائه  به وإصراره عليه ، وفى المسند : "الندم توبة ". 
واما " الإقلاع" فتستحيل التوبة مع مباشرة  الذنب . 
والشرط الثالث  : هو : " العزم على عدم العودة " ويعتمد أساساً على اخلاص هذا العزم والصدق  فيه،وشرط بعض العلماء عدم معاودة الذنب وقال : متى  عاد  إليه تبينّا  أن التوبة كانت باطلة غير صحيحة والأكثرون على أن ذلك ليس شرطاً ، أما إذا كان الشرط متضمناً  لحق آدمى فعلى التائب أن  يصلح ما أفسد ، أو يسترضى من أخطأ فى حقه،  لما ثبت عن النبى صلى الله عليه و سلم  أنه قال :  من كان لأخيه عنده مظلمة من مال ،وعرض فليتحلله اليوم قبل  ألا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات".( )
فهذا الذنب يتضمن حقين : حق الله وحق الآدمى، فالتوبة منه بتحلل الآدمى  لأجل حقه ، والندم فيما بينه  وبين الله لأجل حقه . 
وهناك بعض التوبات الخاصة نذكر منها بعون الله تعالى ما يلى: إذا كانت المظلمة بقدح فى الآدمى بغيبة ،  أو بقذف، فهل يُشترط إعلامه؟ 
مذهب أبى حنيفة ، ومالك اشترطوا الإعلام ، واحتجوا بالحديث السابق، والقول الآخر: أنه لايشترط الإعلام، بل يكفى توبته بينه وبين الله، وأن يذكر المغتاب أو المقذوف فى مواضع غيبته، أو قذفه بضد ما ذكره به، ويستغفر له، وهذا اختيارشيخ الإسلام ابن تيمية ، احتج لذلك بأن إعلامه مفسدة محضة لا تتضمن مصلحة، وما كان هكذا  فإن الشارع لا يبيحه فضلا عن أن يوحبه أو  يأمر به .
أما توبة من اغتصب مالا فعليه رد هذا المال لأصحابه ،  فإن تعذر عليه رده  لجهله بأصحابه ،  أو لانقراضهم ، أو لغير ذلك فعليه أن  يتصدق بتلك الأموال عن أربابها،فإذا كان يوم استيفاء الحقوق كان له  الخيار بين أن يجيزوا مافعل ، وتكون أجورها لهم ، وبين ألا يجيزوا ويأخذوا من حساناته بقدر أحوالهم ويكون ثواب تلك الصدقة له إذا لا  يبطل الله سبحانه ثوابها. 
فقد روى عن ابن مسعود   اشترى من رجل جارية ودخل يزن له  الثمن فذهب رب الجارية  ، فإن  رضى فالأجر له وإن أبى  فالأجرلى وله من حسناتى  بقدره . 
وأما توبة من عاوض غيره معاوضة محرمة وقبض العِوض كبائع الخمر  والمغنى  وشاهد الزور ثم تاب والعوض بيده:  فقالت طائفة يرده إلى  مالكه إذ هو عينُ  ماله ، ولم يقبضه بإذن الشارع ولا حصل لربه فى مقابلته  نفعٌ  مباح، وقالت طائفة – بل وهو أصوب القولين -:بل توبته  بالتصدق به وكيف يرد إلى دافعه مالاً استعان به على معاصى الله ؟ وهكذا توبة من  اختلط ماله الحلال بالحرام وتعذر  عليه تمييزه أن يتصدق بقدرالحرام  ويطيب باقى ماله والله أعلم . 
مسألة: إذا تاب العبد من الذنب هل يرجع إلى ما كان عليه قبل  الذنب من الدرجة التى حطه عنها الذنب أو لا يرجع إليها؟ 
قالت طائفة: يرجع إلى درجته  لأن التوبة تجب الذنب بالكلية وتصيره كأن لم يكن . 
وقالت أخرى: لايعود إلى درجته  وحاله لأنه لم يكن فى  وقوف ، وإنما كان فى صعود، فبالذنب صار فى  هبوط ، فإذا تاب نقص عليه ذلك القدر الذى كان مستعداً  به للترقى . 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والصحيح : أن من التائبين من لايعود إلى درجته ، ومنهم من يعود إلى أعلى منها فيصير خيراً مما كان قبل الذنب ، وكان داود بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة ، وهنا مثلٌ مضروب : رجل مسافر سائر على الطريق بطمأنينة وأمْن فهو يعدو مرة ويمشى أخرى ، ويستريح تارة وينام أخرى فبينما هو كذلك إذ عرض له  فى سيره ظل ظليل ، وماء بارد ومقيل ، وروضة مزهرة ، فدعته نفسه إلى النزول على تلك الأماكن فنزل عليها ، فوثب عليه منها عدو فأخذه وقيده ومنعه عن السير ، فعاين الهلاك وظن أنه منقطع به، وأنه رزق الوحوش والسباع ، وأنه قد حيل بينه  وبين مقصده الذى يؤمه، فبينما هو على ذلك تتقاذفه الظنون ، إذ وقف على رأسه والده الشفيق القادر  فحل كتافه وقيوده ، وقال له : اركب الطريق واحذر  هذا العدو فإنه على منازل الطريق لك بالمرصاد، واعلم أنك ما دمت حاذراً منه متيقظاً له  لايقدرعليك فإذا غفلت وثبت عليك ، وأنا متقدمك إلى المنزل وفرط  لك فاتبعنى على الأثر ، فإذا كان هذا السائر كيساً  فطناً لبيباً حاضر الذهن والعقل استقبل سيره استقبالا آخر أقوى من الأول ، وأتم وأشتد  حذره وتأهب  لهذا العدو ،وأعد له عدته ، فكان سيره الثانى أقوى من الأول وخيراً منه ووصوله إلى المنزل أسرع وأن غفل عن عدوه ، وعاد إلى  مثل حاله الأول من غير زيادة ولا نقصان ولا قوة حذر ولا استعداد،  عاد كما كان ، وهو معرض لما عرض له أولاً ، وإن أورثه ذلك توانياً فى سيره وفتوراً ، وتذكراً لطيب مقيله وحسن ذلك الروض أو عذوبتة مائه لم يعد إلى مثل سيره ونقص عما كان .



التوبة النصوح


قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار )  (التحريم : من الآية 8)
وانصحُ في التوبة: هو تخليصها من كل غش ونقص وفساد ،قال الحسن البصرى : " هى أن يكون العبد نادماً على مامضى مجمعاً على أن لايعود فيه " 
وقال الكلبى : " أن يستغفر باللسان ويندم بالقلب ويمسك بالبدن "  وقال سعيد بن المسيب : " توبة نصوحاً تنصحون بها أنفسكم "  قال ابنُ القيّم : " النصح فى التوبة يتضمن ثلاثة أشياء  " : 
الأول : تعميم الذنوب واستغراقها بها بحيث لا تدع ذنبا إلا تناولته. 
الثانى : اجماع العزم والصدق بكلتيه عليها بحيث لايبقى عنده تردد لا تلّوم ولا انتظار بل يجمع عليها كل إرادته عزيمته مبادراً بها . 
الثالث : تخليصها من الشوائب والعلل القادحة فى أخلاصها  ووقوعها لمحض الخوف من الله وخشيته والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده لا كمن يتوب لحفظ حاجته وحرمته ومنصبه ورياسته أو لحفظ  وقته وماله أو استدعاء حمد الناس أوالهرب من ذمهم أولئلا يتسلط  عليه السفهاء أو لقضاء نهمته من الدنيا أو لإفلاسه وعجزه ونحو ذلك من العلل التى تقدح فى صحتها وخلوصها لله عز وجل . 
فالأول : يتعلق بما يتوب منه ، والأوسط :يتعلق بذات التائب ، والثالث : يتعلق بمن يتوب إليه، فنصح التوبة : الصدقُ فيها والإخلاص وتعميم الذنوب بها ، ولا ريب أن هذه التوبة تستلزم  الاستغفار وتتضمنه وتمحو جميع الذنوب  وهى أكمل  ما يكون من التوبة .
وتوبة العبد إلى الله محفوفة بتوبة من الله عليه  قبلها وتوبة منه بعدها فتوبته بين توبتين من ربه سابقة ولاحقة  فإنه تاب عليهه:
أولاً :  إذناً وتوفيقاً وإلهاماً ، فتاب العبد ، بتاب الله عليه . 
ثانياً  : قبولاً  وإثابة لقوله عز وجلّ :  وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ   (التوبة: الآية 118)
فأخبر سبحانه: أو توبته عليهم سبقت  توبتهم ,انها  هى التى جعلتهم تائبين فكانت سببا مقتضيا  لتوبتهم وهذا القدر من سر أسميه " الأول والآخرُ" فهو المعد والممد ومنه السبب والمسبب،  والعبد تواب والله تواب ، فتوبة العبد رجوعه إلى سيده بعد الأباق ، وتوبة  الله نوعان  : إذن وتوفيق، وقبول وإمداد . 
والتوبة لها  مبدأ ومنتهى ، فمبدؤها : الرجوع إلى الله بسلوك صراطه المستقيمم الذى أمرهم بسلوكه بقوله تعالى :  وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ   (الأنعام: من الآية 153)
ونهايتها : الرجوع إليه فى المعاد وسلوك صراطه الذى نصبه موصلاً  إلى جنته ، فمن رجع إلى الله فى هذه الدار بالتوبة رجع إليه فى المعاد بالثواب ، قال الله عز وجل: ( وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا )(الفرقان: الآية 71)



أسرار التوبة ولطائفها

اعلم أن العبد العقال إذا صدرت منه الخطيئة فله نظر إلى أمور : 
أحدها: أن ينظر إلى أمر الله ونهيه فيحدث له ذلك الاعتراف  بكونها خطيئة والإقرار على نفسه بالذنب . 
الثانى : أن ينظر إلى الوعد والوعيد فيحدث له ذلك خوفاً وخشية تحمله على التوبة . 
الثالث : أن ينظر إلى تمكين الله له منها وتخليته بينه وبينها وتقديرها  عليه وأنه لو شاء لعصمه منها فيحدث لك ذلك أنواعاً من المعرفة بالله واسمائه وصفاته وحكته ورحمته وحلمه وكرمه، وتوجب له عيودية  بهذه الأسماء لا تحصل بدون لوازمها البتة ،ويعلم ارتباط الخلق والأمر الوعيد بأسمائه وصفاته وأن ذلك موجب الأسماء والصفات وأثرها فى  الوجود، وهذا المشهد يطلعه على رياض موفقة من المعارف والإيمان وأسرار القدر والحكمة يضيق عن التعبير عنها نطاق الكلم . 
منها: أن يعرف العبد عزته فى قضائه ، وهو أنه سبحانه العزيز الذى يقضى بما يشاء وأنه لكمال عزته حكم على العبد وقضى عليه بأن  قلب قلبه وصرف إرادته عل مايشاء وحال بين العبد وقلبه . 
ومن معرفة عزته فى قضائه أن يعرف  أنه مدبر مقهور ناصيته بيد  غيره ، لا عصمة له إلا بعصمته ولا توفيق له إلا بمعونته فهو ذليل حقير فى قبضة عزيز حميد ،ومن شهود عزته فى قضائه أن يشهد أن الكمال والحمد والعزة كلها  لله وأن العبد نفسه أولى بالتقصير والذم  والعيب والظلم والحاجة ،ـ وكلما ازداد شهوده لذله ونقصه وعيبه وفقره ازداد شهوداً لعزة الله وكماله –وحده –غناه . 
ومنها: أن يعلم بره – سبحانه –فى ستره عليه حال ارتكاب المعصية مع كمال رؤيته له ولو شاء لفضحه بين خلقه ، ومنها مشاهد  حلم الله عز وجل فى إمهال راكب الخطيئة ولو شاء لعاجله بالعقوبة  فيحدث له معرفة  ربه – سبحانه –باسمه " الحليم " . 
ومنها: معرفة فضل الله فى مغفرته فإن المغفرة فضل من الله وإلا فلو أخذك بمحض حقه كان عادلا محموداً وإنماعفوه بفضله لا باستحقاقك  فيوجب له ذلك شكراً ومحبة وإنابة ومعرفة باسمه " الغفار " . 
ومنها: أن يكمل  لعبده مراتب الذل والخضوع والانكسار والافتقار وهى أربعة مراتب : 
المرتبة الأولى : ذل الحاجة والفقر ، وهذه عامة فى جميعالخلق . 
المرتبة الثانية : ذل الطاعة والعبودية ،وهو خاص لأهل طاعته. 
المرتبة الثالثة :  ذل المحبة فالمحب ذليل بالذات وعلى قدرمحبته يكون ذله. 
المرتبة الرابعة  :  ذل المعصية والجناية وحقيقة ذلك هو الفقر .
فإذا اجتمعت هذه المراتب الأربع كان الذل لله والخضوع له أكمل  وأتم . 
ومنها: أن اسم " الرزّاق " يقتضى مرزوقاً ، و " السميع البصير" يقتضى مسموعاً ومبصرا، كذلك أسماء " الغفور ، العفو ،التواب"  يقتضى من يغفر  له ويتوب عليه ويعفو عنه ، ويستحيل  تعطيل هذه الأسماء والصفات . 
وقد أشار إلى هذا أعلم الخلق بالله 
صلى الله عليه و سلم  حيث يقول : " لو لم تذنبوا  لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر لهم " 
ومن أسرارها: ما ورد فى الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه  قال : قال رسول  الله 
صلى الله عليه و سلم : " لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته أرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس  منها فأتى شجرة  فاضطجع  فى ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو  بها قائمة عنده فأخذ  يخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدى ، وأنا ربك  أخطأ من شدة الفرح ". 
فما الظن بمحبوب لك تحبه حباً شديداً  وأسره عدوك وحال بينك  وبينه وأن تتعلم أن العدو سيسومه سوء العذاب ويعرضه لأنواع الهلاك  وأنت أولى به منه وهو غرسك وتربيتك ثم إنه انفلت من عدوه ووافاك على غير ميعاد فلم يفاجئك إلا وهوعلى بابك يتملقك  ويترضاك ويمرغ خديه على تراب أعتابك فكيف يكون فرحك به وقد اختصصته لنفسك  ورضيته لقربك وآثرته على ما سواه ، هذا ولست  الذى أوجدته وخلقته وأسبغت عليه نعمك والله عز وجل هوالذى أوجد عبده وخلقه وأسبغ عليه نعمته وهو يحب أن يتمهاعليه.



تعليقات