القائمة الرئيسية

الصفحات

 علاج المصاب بالحسد و العين ..



    في موضوع سابق - انظره هنا - ذكرنا ما يتوقى به من الحسد و العين ، كما ذكره الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الماتع: (زاد المعاد) ..


   لكن .. اذا وقع المحذور ، و أصيب الانسان بالعين ، فما العمل ؟


   في هذا الموضوع نورد -بعون الله و توفيقه - شيئا مما ذكره أهل العلم في علاج من أصيب بالعين ، و بالطرق الشرعية الربانية ..


و هذه أجوبة لبعض أهل العلم في هذا الخصوص ، نقلتها بتصرف يسير ..

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي:

السؤال: علاج المصاب بالعين؟ 

الجواب: يأخذ من العائن، يغسل أطرافه وجهه، وأطراف يديه، ورجليه، ويتمضمض كذلك وإزاره يعني داخلة الإزار الذي حول السرة، ويشرب منه، ويصب على رأسه، وعلى بدنه من قفاه، ويبرأ -بإذن الله- حتى جربنا، حتى مجرد غسل اليدين، أو وجهه -بإذن الله- ينفع إذا غسل يديه، ووجهه، وتمضمض، ويكب على المرئي، ويبرأ بإذن الله.


السؤال: يعني هذا ورد ياشيخ؟

الجواب: ورد في الحديث: وإذا استغسلتم فاغسلوا.


السؤال: إذا لم يعرف العائن؟

الجواب: بالقراءة، يرقى عليه من آيات الله ما تيسر، وهو من أسباب الشفاء أيضاً.


السؤال: قراءة المعوذات تحمي من العين؟

الجواب: هي من الأسباب، وقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض، ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، صباحًا، وثلاث مرات مساء، من أسباب العافية، من كل شيء.


السؤال: هل يكون الحاسد مؤمنًا؟

الجواب: قد يكون، الحسد يبتلى به المؤمن، والكافر، والنظرة كذلك يبتلى بها المؤمن، والكافر، العين. 


و سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي:

السؤال:

أحسن الله إليكم وبارك فيكم. هذا الأخ السائل يقول: ما العلاج الشرعي للمصاب بالعين؟ وبعض الناس يكون عنده وسواس ويخشى أن يصاب بالعين، ودائماً يطلب من الناس أن يذكروا الله، فهل عمله هذا صحيح؟


الجواب:

الشيخ: : إنه من الواضح جداً في عهدنا القريب أن الناس كثر فيهم الأوهام والوساوس، فإذا أصيبوا بشيءٍ عادي قالوا: هذا جن، أو هذه عين، أو هذا سحر. ونحن لا ننكر أن الجن قد يسلط على الإنسي ويتلبس به، ولا ننكر أن الإنسان قد يصاب بالعين، ولا ننكر أن الإنسان يسحر. ولكننا نريد أن لا يكون هذا وهماً بين الناس، فإذا قدر أن أحداً أصيب بذلك- نسأل الله لنا ولإخواننا المسلمين العافية- فإنه يبحث عن العلاج، علاج السحر نقضه, علاج السحر أن ينقض: بأن يعثر عليه ثم يتلف. علاج العين أن يطلب من العائن أن يغتسل، ويؤخذ الماء الذي يتناثر من غسله، ويعطى المريض شرباً ورشاً على بدنه، وهذا من العلاج. علاج الجن قراءة الآيات التي يطرد بها الجن، مثل آية الكرسي، قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس، ومثل بعض آيات سورة الجن، مع الاستعانة بالله عز وجل، والتوكل عليه، والاعتماد عليه، والاعتقاد أن كلامه جل وعلا شفاء لما في الصدور. نسأل الله لنا ولإخواننا السلامة من شر أنفسنا ومن شر ما خلق.


و هذا جواب مفصل من موقع الشبكة الاسلامية:

يشرع للمصاب ان يستعمل الرقية الشرعية فيرقي أو يسترقي من جرب نفعه من الرقاة المتمسكين بالسنة.

وأما عن العائن - اذا عُرف - فالمعروف من الهدي النبوي أنه يطلب منه الاغتسال، وعليه أن يستجيب لما طلب منه، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين) .. رواه أبو داود. قال النووي في الأذكار: بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم. وصححه الألباني.

وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا). رواه مسلمأي إذا طلب من أصابته العين أن يغتسل من أصابه بعينه فليجبه. النهاية في غريب الأثر.

قال النووي في المجموع: الاستغسال أن يقال للعائن ـ وهو الناظر بعينه بالاستحسان ـ اغسل داخلة إزارك مما يلي الجلد بماء، ثم يصب ذلك الماء على المعين، وهو المنظور إليه.

وقال العراقي في طرح التثريب في شرح التقريب: وظاهره أنه على سبيل الوجوب.

وعن أبي أمامة سهل بن حنيف أنه قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة (يعني من شدة بياضه) فلبط (أي صرع وسقط على الأرض) سهل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف والله ما يرفع رأسه، فقال: هل تتهمون له أحداً؟ قالوا: نتهم عامر بن ربيعة. قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً، فتغيظ عليه وقال: علام يقتل أحدكم أخاه؟! ألا بركت، اغتسل له، فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه فراح سهل مع الناس ليس به بأس. رواه مالك وأحمد وابن ماجه وصححه الألباني... قال الباجي في شرح الموطأ: قوله صلى الله عليه وسلم: هل تتهمون له أحداً، يريد أن يكون أحد أصابه بالعين. انتهى.

وقال ابن عبد البر في التمهيد: في هذا الحديث دليل على أن العائن يجبر على الاغتسال للمعين. وفيه أن النشرة وشبهها لا بأس بها، وقد ينتفع بها.

وقال ابن حجر في فتح الباري: أمر العائن بالاغتسال عند طلب المعيون منه ذلك فيه إشارة إلى أن الاغتسال لذلك كان معلوما بينهم، فأمرهم أن لا يمتنعوا منه إذا أريد منهم، وأدنى ما في ذلك رفع الوهم الحاصل في ذلك، وظاهر الأمر الوجوب، وحكى المازري فيه خلافا وصحح الوجوب وقال: متى خشي الهلاك وكان اغتسال العائن مما جرت العادة بالشفاء به فإنه يتعين، وقد تقرر أنه يجبر على بذل الطعام للمضطر وهذا أولى. انتهى.

قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: فيه من الفقه أنه إذا عرف العائن أنه يقضى عليه بالوضوء لأمر النبى عليه السلام بذلك وأنها نشرة ينتفع بها. اهـ

وقال علاء الدين الطرابلسي في معين الحكام: قال بعض علماء الحديث وغيرهم: فإن امتنع من الوضوء قضي عليه إذا خشي على المعيون الهلاك، وكان وضوء العائن يبرئ عادة ولم يزل الهلاك عنه إلا بهذا الوضوء، لأنه من باب إحياء النفس كبذل الطعام عند المجاعة، وقال بعضهم: يجبر على الوضوء إن امتنع منه، وإن أباه أمر أن يفعله بالأدب الوجيع حتى يفعله بنفسه، ولا يفعله غيره به عند امتناعه فإن الشفاء منوط بفعله، كما أن المرض النازل كان بسببه فلا يندفع ما نزل إلا بفعله. انتهى.

وأما ما يذكر بعض الناس من أخذ شيء من أثر العائن ووضعه في ماء واغتسال المعين به، فهذا أمر لا تعرف منفعته من طريق الشرع، ولا من طريق العقل، قال الشيخ ابن عثيمين في مجموع الفتاوى: أما الأخذ من فضلات العائن العائدة من بوله أو غائطه، فليس له أصل، وكذلك الأخذ من أثره، وإنما الوارد ما سبق من غسل أعضائه وداخلة إزاره، ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه.  اهـ


تعليقات