باب في مفسدات الصوم - الجزء الأول
في هذا الموضوع :
شهر رمضان : شهر محترم ، ينبغي للمسلم أن يحرص على أن لا يقع في شيء مما قد يفسد صومه فيه ..
و هذا هو الجزء الأول من باب المفسدات .. أضفت اليه بعض المسائل التي ذكرها الشيخان ابن باز في فتاواه ، و ابن عثيمين في كتابيه : الشرح الممتع على زاد المستقنع ، و فتاوى أركان الأسلام .. رجاء أن ينفعني الله و أحبتي بما في ذلك من العلم و العمل .. و رحم الله الشيخان و غفر لهما و اسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة و والدينا و والديكم و جميع موتى المسلمين ..
تفضلوا هذا المقطع القصير: 👇
أقسام الموضوع:👇👇
00:00 مفسدات الصوم و ما ذكره أهل العلم فيها.
01:16 أول المفسدات: الجماع.
03:12 أالمفسد الثاني: الإنزال بلا جماع .
03:50 المفسد الثالث: الأكل أو الشرب متعمدا.
05:12 مفطرات أخر.
رابط المقطع: 👇👇
و هذا نص كلام الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في هذا الباب: 👇
باب في مفسدات الصوم
للصيام مفسدات يجب على المسلم أن يعرفها , ليتجنبها , ويحذر منها ; لأنها تفطر الصائم , وتفسد عليه صيامه ..
وهذه المفطرات منها :
1️⃣ - الجماع : فمتى جامع الصائم , بطل صيامه , ولزمه قضاء ذلك اليوم الذي جامع فيه , ويجب عليه مع قضائه الكفارة , وهي : عتق رقبة , فإن لم يجد الرقبة أو لم يجد قيمتها , فعليه أن يصوم شهرين متتابعين , فإن لم يستطع صيام شهرين متتابعين , بأن لم يقدر على ذلك لعذر شرعي , فعليه أن يطعم ستين مسكينا , لكل مسكين نصف صاع من الطعام المأكول في البلد .
قال الشيخ ابن عثيمين: و هو أعظم مفسدات الصوم.
و يجوز الجماع لمن لم يجب عليه الصوم كالمسافر و المريض الذي يباح له الفطر و الصغير ، فاذا قدم المسافر أول النهار و جامع آخره فلا كفارة عليه و يقضيه ، و لو جامع في قضاء رمضان فعليه القضاء دون الكفارة .. (الشرح الممتع ج6 ص386).
2️⃣ - إنزال المني : بسبب تقبيل أو لمس أو استمناء أو تكرار نظر , فإذا حصل شيء من ذلك , فسد صومه , وعليه القضاء فقط بدون كفارة ; لأن الكفارة تختص بالجماع . والنائم إذا احتلم فأنزل , فلا شيء عليه , وصيامه صحيح ; لأن ذلك وقع بدون اختياره , لكن يجب عليه الاغتسال من الجنابة .
قال الشيخ ابن عثيمين: القبلة قسمان: جائز و هي التي لا تحرك الشهوة ، أو تحركها و لكن يأمن على نفسه ، و محرمة لمن لا يأمن على نفسه ، و مثل ذلك كل دواعي الوطء. (الشرح الممتع ج6 ص432).
و سئل الشيخ ابن باز عن الاستمناء في نهار الصيام ، فقال:
الاستمناء في نهار الصيام يبطل الصوم إذا كان متعمدًا ذلك وخرج منه المني وعليه أن يقضي إن كان الصوم فريضة وعليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الاستمناء لا يجوز لا في حال الصوم ولا في غيره، وهي التي يسميها الناس العادة السرية.
3️⃣ - الأكل أو الشرب متعمدا: , لقوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).
أما من أكل وشرب ناسيا , فإن ذلك لا يؤثر على صيامه , وفي الحديث : "من أكل أو شرب ناسيا , فليتم صومه , فإنما أطعمه الله وسقاه" .
قال الشيخ ابن عثيمين: و يكره ذوق الطعام لغير حاجة ، فإن بلعه أفطر ..
مفطرات أخرى:
🔸 و مما يفطر الصائم إيصال الماء ونحوه إلى الجوف عن طريق الأنف , وهو ما يسمى بالسعوط ..
🔸 وأخذ المغذي عن طريق الوريد .. وحقن الدم في الصائم , كل ذلك يفسد صومه ; لأنه تغذية له ..
🔸 ومن ذلك أيضا حقن الصائم بالإبر المغذية ; لأنها تقوم مقام الطعام , وذلك يفسد الصيام ..
أما الإبر غير المغذية , فينبغي للصائم أيضا أن يتجنبها محافظة على صيامه , ولقوله صلى الله عليه وسلم "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" ويؤخرها إلى الليل .
🔸 الحقنة في الدبر: الراجح أنها لا تفطر ، و هو قول شيخ الاسلام و ابن عثيمين رحم الله الجميع .. و مثلها التحاميل ..
🔸 قطرة الأنف: ان وصلت الى الجوف فانها تفطر ..
🔸 بخاخ الربو: لا يفطر .. (فتاواى أركان الاسلام/ابن عثيمين ص 479).
🔸 المناظير في الدبر أو القبل: لا تفطر ..
و هذا سؤال وجه للشيخ ابن باز رحمه الله بخصوص الجماع في نهار الصيام الواجب:
السؤال: ما حكم من جامع في نهار رمضان وهو صائم، وهل يجوز للمسافر إذا أفطر أن يجامع أهله؟
الجواب: على من جامع في نهار رمضان وهو صائم صومًا واجبًا الكفارة، أعني كفارة الظهار مع وجوب قضاء اليوم، والتوبة إلى الله سبحانه مما وقع منه.
أما إن كان مسافرًا أو مريضًا مرضًا يبيح له الفطر فلا كفارة عليه ولا حرج عليه، وعليه قضاء اليوم الذي جامع فيه؛ لأن المريض والمسافر يباح لهما الفطر بالجماع وغيره، كما قال الله سبحانه: فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184].
وحكم المرأة في هذا الحكم حكم الرجل إن كان صومها واجبًا وجبت عليها الكفارة مع القضاء، وإن كانت مسافرة أو مريضة مرضًا يشق معه الصوم فلا كفارة عليها.
للتوسع: أنظر مفسدات الصوم في الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين (هنا).
تعليقات
إرسال تعليق