💛 سموم القلب الأربعة - فضول النظر 💛 تزكية النفس - الحلقة العاشرة -
في هذا الموضوع: 👇👇
قد يتعرض القلب الى سموم - معنوية - كثيرة ، منها: سم فضول النظر .. هذا ما سنطرحه في هذا المقطع .. نفعني الله و اياكم بما نقول و نسمع ..
أجزاء المقطع: 👇👇
00:00 - قلة من تكلم في أمر تزكية النفس.
01:31 - الكلام على سموم القلب و أهمية إصلاح القلب.
02:55 - قصة الثلاثة الذين كفرهم الله في غزوة تبوك.
04:14 - معنى فضول النظر ، و معنى الغض.
05:55 - بعض أنواع الفساد التي يتضرر بها قلب العبد من فضول النظر ..
09:44 - وفضول النظر يدعو إلى الاستحسان ، و وقوع صور المنظور فى قلب الناظر ..
11:40 - أنه يشغل القلب ..
12:37 - و قال أطباء القلوب: بين العين والقلب منفذ وطريق ..
14:00 - نصيحة الشيخ إبن عثيمين لطلابه
15:40 - التخلية قبل التحلية ..
17:24 - الكيس من دان نفسه ..
17:35 - الدنيا و ان طالت ففانية ..
رابط المقطع: 👇👇
سموم القلب الأربعة:
الثاني – فضول النظر
فضول النظر: هو إطلاقه بالنظر إلى الشىء بملء العين، والنظر إلى ما لا يحل النظر إليه وهو على العكس من غض البصر .
والغض: هو النقص وقد أمر الله عز وجل به فقال : [ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ] (النور : الآية : 30 –وجزء من 31 ) .
وعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم : " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر ،والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش ، والرِجْل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه " (رواه البخاري و مسلم) .
وعن جرير رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم : عن النظر الفجأة فقال: " اصرف بصرك " (رواه مسلم و غيره) .
وفضول النظر يدعو إلى الاستحسان ، ووقوع صور المنظور فى قلب الناظر ، فيحدث أنواعاً من الفساد فى قلب العبد منها :
1️⃣ - أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن غضّ بصره لله أورثه حلاوة يجدها فى قلبه إلى يوم يلقاه .
2️⃣ - ومنها : دخول الشيطان مع النظرة ، فإنه ينفذ معها أسرع من نفوذ الهواء فى المكان الخالى، ليزين صورة المنظور ، ويجعلها صنماً يعكف عليه القلبُ ، ثم يعده ويمنيه ، ويوقد على القلب نار الشهوات ويلقى حطب المعاصى التى لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة .
3️⃣ - ومنها: أنه يشغل القلب ، وينسيه مصالحه، ويحول بينه وبينها ، فينفرط عليه أمره، ويقع فى اتباع الهوى والغفلة .
قال الله تعالى : [ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ] ( الكهف : من الآية : 28 )
وإطلاق البصر يوجب هذه الأمور الثلاثة ..
وقال أطباء القلوب: بين العين والقلب منفذ وطريق ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد وصار كالمزبلة التى هى محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكن معرفة الله ومحبته، والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .
وإطلاق البصر معصية لله عز وجل لقوله تعالى : [ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ] ( النور : الآية : 30 )
وما سعد من سعد فى الدنيا إلا بامتثال أمر الله ، ولا نجاة للعبد فى الآخرة إلا بامتثال أوامر الله عز وجلَ .
وإطلاق البصر كذلك يُلبس القلب ظلمة، كما أن غضّ البصر لله عزّ وجلَ يُلبسه نوراً .
وقد ذكر الله عزّ وجل آية النور : [ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فيهَا مِصبَاحٌ ] ( النور : من الآية : 35 ) ، بعد قوله عز وجل : [ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ .....] ( النور : من الآية : 30 )
وإذا استنار القلب ، أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية ، كما أنه إذا أظلم ، أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان .
وإطلاق البصر كذلك يعمى القلب عن التمييز بين الحق والباطل ، والسنة والبدعة ، وغضهُ لله عزّ وجل يورثه فراسة صادقة يميز بها.
قال أحد الصالحين: " من عمّر ظاهره باتباع السنة ،وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكفّ نفسه عن الشبهات ، واغتذى بالحلال لم تخطىء له فراسة " .
والجزاء من جنس العمل ، فمن غضّ بصره عن محارم الله أطلق الله نور بصيرته .
تعليقات
إرسال تعليق