القائمة الرئيسية

الصفحات

🛑 أحوال النفس البشرية - الجزء الثاني 🛑 - تزكية النفس - الحلقة ٢٥

🛑  أحوال النفس البشرية - الجزء الثاني 🛑

- تزكية النفس - الحلقة ٢٥ 


في هذه الحلقة: 👇👇

ما هي النفس اللوامة ؟ و لماذا سميت بذلك في كتاب الله ؟
هل تلوم صاحبها على الخير أم على الشر ؟
النفس الأمارة ، هل تعين الشيطان على صاحبها ؟
كيف تعامل النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته و الأخيار من بعدهم مع أنفسهم ؟

شاهد المقطع التالي  .. 👇👇

أجزاء المقطع: 👇👇

00:00 -  مقدمة عن صفات النفس البشرية ..
01:48 - الصفة الثانية : النفس اللوامة، معناها ..
03:34 - الصفة الثالثة: النفس الأمارة ..
07:11 - تطبيقات عملية على صفات النفس في واقع الحياة ..

رابط المقطع: 👇👇

https://youtu.be/W9FYXFZIIb8

رمز سريع للسلسلة: 👇👇



نص كلام المؤلف حفظه الله:


(أحوال النفس  و محاسبتها)


النفس اللوامة


قالت طائفة : هى التى لاتثبت على حال واحدة ، فهى كثيرة التقلب والتلون، فتذكر وتغفل ، وتقبل وتعرض ، وتحب وتبغض ،  وتفرح وتحزن ، وترضى وتغضب ، وتطيع وتتقى .


وقالت أخرى : هى نفس المؤمن ، قال الحسن  البصرى: إن المؤمن لا  تراه إلا يلوم نفسه دائماً يقول : ما أردت هذا ؟ لم فعلت هذا ؟ كان هذا  أولى من هذا ؟  أو نحو هذا الكلام . 


وقالت أخرى : اللوم يوم القيامة ، فإن كلّ أحد يلوم نفسه إن كان مسيئاً  على إساءته ، وإن كان محسناً على تقصيره . 


يقول الإمام ابن القيّم : وهذا كله حق . 


واللوامة نوعان :  لوامة  ملومة ، ولوامة غير ملومة . 


اللوامة  الملومة : هى النفس الجاهلة الظالمة ، التى يلومها الله وملائكته. 


اللوامة غير الملومة : وهى التى لاتزال تلوم صاحبها على تقصيره فى طاعة الله  - مع بذله جهده – فهذه غير ملومة وأشرف النفوس من لامت  نفسها  فى  طاعة الله، واحتملت ملام اللوام فى مرضاته،  فلا تأخذها فى الله لومة لائم ، فهذه قد تخلصت من لوم الله، وأما من رضيت بأعمالها ولم تلم نفسها، ولم تحتمل فى الله ملام اللوام ، فهى  التى يلومها الله عز وجلّ .


النفس الأمارة السوء : 


وهذه النفس المذمومة ، فإنها تأمر بكل سوء ،وهذا من طبيعتها ، فما تخلص أحد من شرها إلا بتوفيق الله ، كما قال تعالى حاكياً عن أمرأة العزيز: 


 وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ   (يوسف : الآية ٥٣) .


وقال عز وجل :   ولولاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا   (النور : من الآية ٢١) .


وكان (ﷺ)  يعلمهم خطبة الحاجة :  " إن الحمد الله نحمده ، ونستعينه، ونسنغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا " ( ) . 


فالشر كامنٌ فى النفس ، وهو يوجب سيئات الأعمال ، فإذا خلى الله  بين العبد وبين  نفسه هلك بين شرها ،ـ وما تقتضيه من سيئات  الاعمال وإن وفقه الله وأعانه نجا من ذلك كله . 


فنسأل الله العظيم أن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا  .   


وخلاصة القول : إن النفس واحدة تكون: أمارة ، ثم لوامة ،ثم  مطمئنة وهى غاية كمالها وصلاحها. 


والنفس المطمئنة قرينها الملك، يليها، ويسددها، ويقذف فيها الحق، ويرغبها فيه ، ويريها حسن صورته ويزجرها عن الباطل ويزهدها فيه، ويريها قبح صورته، وبالجملة فما كان لله وبالله فهو من عند النفس المطمئنة، وأما النفس الأمارة فجعل الشيطان قرينها ،  وصاحبها الذى يليها ،فهو يعدها ، ويمنيها، ويقذف فيها الباطل ،  ويأمرها السوء ، ويزينهلها ، ويطيل فى الأمل ، ويريها الباطل فى صورة تقبلها وتستحسنها. 


فالنفس المنطمئنة والملك يقتضيان من النفس المطمئنة : التوحيد، والإحسان والبر والتقوى ، والتوكل والتوبة ، والإنابة والإقبال على الله ، وقصر الأمل ، والإستعداد للموت وما بعده . 


والشيطان وجنده من الكفرة يقتضيان من النفس الأمارة ضد ذلك وأصعب شىء على النغس المطمئنة تخليص الأعمال من الشيطان ومن  الأمارة فلو وصل منها عمل واحد لنجا به العبد ، ولكن أبت الأمارة والشيطان أن يدعا له عملاً واحداً يصل إلى الله ،كما قال بعض العارفين بالله  وبنفسه " والله لو أعلم أن لى عملاً واحداً وصل إلى الله لكنت أفرح بالموت من الغائب يقدم على أهله" ، وقال عبد الله بن عمر   : " لو أعلم أن الله قبل منى  سجدة واحدة لم يكن غائب  أحب إلى من الموت ". 


وقد انتصبت الأمارة  فى مقابلة المطمئنة ، فكلما جاءت به تلك من خير ضاهتها هذه وجاءت من الشر بما يقابله حتى تفسده عليها، وتريه حقيقة الجهاد فى صور  تقتيل النفس ، وتنكح الزوجة ، ويصير الأولاد يتامى ويقسم المال وتريه حقيقة الزكاة والصدقة فى صورة مفارقة  المال ونقصه، وخلو اليد منه ، واحتياجه إلى الناس ، ومساواته للفقير . 








تعليقات