🔵 الشكر: أقسامه و فضله 🔵
تزكية النفس - الحلقة ٣٠ ..
في هذه الحلقة: 👇👇
أجزاء المقطع: 👇👇
رابط المقطع: 👇👇
رمز سريع للسلسلة: 👇👇
نص كلام المؤلف حفظه الله:
الشكر
أقسامه و فضله
الشكر : هو الثناء على المنعم بما أولاكه من معروف .
وشكر العبد يدور على ثلاثة
أركان – لايكون شكراً إلا بمجموعهما – وهى : الاعتراف بالنعمة باطناً ، والتحدث
بها ظاهراً والاستعانة بها على طاعة الله ، فالشكر يتعلق بالقلب واللسان ،
والجوارح ، لاستعمالها فى طاعة المشكور
وكفها عن معاصيه .
وقد قرن الله سبحانه وتعالى الشكر بالإيمان، وأخبر أنه لا غرض له فى
عذاب خلقه إن شكروا وآمنوا بهه ، فقال تعالى : } مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ { (النساء : من الآية 147)
وأخبر سبحانه عن أهل الشكر هم المخصوصون بمنته عليهم من بين عبادة فقال عز وجل : } وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ
اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ { (الأنعام : الآية 53)
وقسم الناس إلى شكور وكفور ، فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله ، وأحب
الأشياء إليه الشكر وأهله ، قال تعالى : } إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا { (الإنسان : الآية 3)
وقال تعالى : } وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن
كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ { (إبراهيم : الآية 7)
فعلق
سبحانه المزيد بالشكر ، والمزيد منه لا نهاية له كما لا نهاية لشكره ، وقد وقف
الله سبحانه كثيراً من الجزاء على المشيئة .
كقوله تعالى: } فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء { (التوبة : من الآية 28)
وقال فى المغفرة: } وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء { (المائدة
: من الآية 40)
وقال فى التوبة: } وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء { (التوبة : من الآية 15)
وأطلق جزاء الشكر إطلاقاً حيث ذكره كقوله تـبارك وتعـ،الى : } وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ِ { (آل عمران : من الآية 145)
ولما عرف عدو الله إبليس قدر مقام الشكر ، وأنه من أجل المقامات
وأعلاها ، يجعل غايته أن يسعى فى قطع الناس عنه ، فقال : } ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ
أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ { (الأعراف : من الآية 17)
ووصف سبحانه الشاكرين بأنهم قليل من عباده فقال تعالى : } وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ { (سبأ : من الآية 13)
وثبت فى الصحيحين عن
النبى r : أنه قام حتى تفطرت قدماه فقيل له : أتفعل
هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : " أفلا أكون عبداً
شكوراً " ([1]) .
وعنه r قال:
" ان الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده
عليها " ([2]) .
فكان هذا الجزاء العظيم الذى هو أكبر أنواع الجزاء كما قـال تعـالى :
} وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ { (التوبة : من الآية 72) .


تعليقات
إرسال تعليق