🔵 الشكر: الآثار الواردة فيه 🔵
تزكية النفس - الحلقة ٣١ ..
في هذه الحلقة: 👇👇
أجزاء المقطع: 👇👇
رابط المقطع: 👇👇
رمز سريع للسلسلة: 👇👇
نص كلام المؤلف حفظه الله:
الشكر
.
فى مقابلة شكره بالحمد
والشكر قيد النعم وسبب المزيد ، قال عمر ابن عبد العزيز: " قيدوا نعم الله
بشكر الله" وذكر ابن أبى الدنيا عن علىّ بن أبى طالب t أنه قال لرجل من همذان : " أن النعمة
موصولة بالشكر والشكر يتعلق بالمزيد ،وهما مقرونان فى قرن ، فلن ينقطع المزيد من
الله حتى ينقطع الشكر من العبد " .
وقال الحسن: أكثروا من ذكر هذه النعم، فإن ذكرها شكر، وقد أمر الله
نبيه أن يحدث بنمعمة ربه فقال : } وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ { (الضحى : الآية 11) .
والله تعالى يحب أن يرى
أثرُ نعمته على عبده ، فإن ذلك شكرها بلسان الحال.
وكان أبو المغيرة إذا قيل
له: كيف أصبحت يا أبا محمد ؟ قال : " أصبحنا مغرقين فى النعم، عاجزين عن
الشكر، يتحبب إلينا ربنا وهو غنىٌ عنا ، ونتمقت إليه ونحن إليه محتاجون " .
وقال شريح: " ما أصيب
عبدٌ بمصيبة إلا كان لله عليه فيها ثلاث
نعم : ألا تكون كانت فى دينه ، وألا تكون أعظم مما كانت، وأنها لابد كائنة
فقد كانت ".
وقال يونس بن عبيد: قال رجل
لأبى تميمة ، كيف أصبحت ؟ قال : " أصبحت بين نعمتين لا أدرى أيتها أفضل :
ذنوب سترها الله علىّ فلا يستطيع أن يعيرنى بها أحد ، ومودة قذفها الله فى قلوب
العباد لا يبلغه،ا عملى " .
وعن سفيان فى قوله تبارك وتعالى:
} سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ { (القلم : من الآية 44) .
قال: يسبغ عليهم النعم ويمنعهم
الشكر ، وقال غير واحد،: " كلما أحدثوا ذنبا أحدث لهم نعمة " .
قال رجل لآبى حازم: ما شكر
العينين يا أبا حازم ؟ فقال: إنى رأيت بهما خيراً
أعلنته، وإن رأيت بها شراً سترته.
قال فما
شكر الأذنين؟ قال : إن سمعت بهما خيراً وعيته، وإن سمعت بهما شراً دفعته.
قال :
فما شكر اليدين ؟ قال لا تأخذ بهما ما ليس لهما ، ولا تمنع حقاً لله هو فيهما .
قال :
فما شكر البطن ؟ أن يكون أسفله طعاما وأعلاه علماً .
قال : فما شكر الفرج : قال تعالى : } وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون { (المؤمنون : الآية 5 – 7 )
.
قال : فما شكر الرجلين ؟
قال : إن علمت ميتاً تغبطه استعملت بهما
عمله، وإن مقته رغبت عن عمله وأنت شاكرالله .
وأما من شكر بلسانه ، ولم
يشكر بجميع أعضائه ، فمثله كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ولم يلبسه ، فما ينفعه ذلك
من الحر، والبرد ، والثلج، والمطر .
وكتب بعض العلماء إلى أخ
له: أما بعد فقد أصبح بنا من نعم الله مالا نحصيه من كثرة ما نعصيه، فما ندرى
أيهما نشكر، أجميل ما يَسّر ، أم قبيح ما ستر ؟ ! .


تعليقات
إرسال تعليق