في هذا الموضوع: 👇👇
أجزاء المقطع: 👇👇
رابط المقطع: 👇👇
نص كلام المولف حفظه الله:
سموم القلب الأربعة:
الثالث – فضول الطعام
ناتج قلة الطعام:
قلة الطعام توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وإنكسار النفس، وضعف الهوى والغضب ، وكثرة الطعام توجد ضد ذلك .
عن المقدام بن مَعْد يكرِب قال : سمعتُ رسولَ الله r يقول : " ما ملأ ابن آدم وعاءْاً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " ([1]) .
ناتج زيادة الطعام:
وفضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر ، فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصى ، ويثقلها عن الطاعات والعبادات، وحسبك بهذين شراً ، فكم من معصية جلبها الشبعُ وفضولُ الطعام ، وكم من طاعة حال دونها، فمن وقى شرّ بطنه فقد وقى شراً عظيماً ، والشيطان أعظم ما يتحكم فى الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام ، ولهذا جاء فى بعض الآثار : إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة .
وقال بعض السلف: كان شباب يتعبدون من بنى إسرائيل، فإذا كان فطرهم قام عليهم قائم فقال : " لا تأكلوا كثيراً ،فتشربوا كثيراً ، فتناموا كثيراً فتخسروا كثيراً " .
جوع النبي (ﷺ) و أصحابه:
وقد كان النبى ﷺ وأصحابه يجوعون كثيراً- وإن كان ذلك لعدم وجود الطعام – إلا ان الله لايختار لرسوله إلا أكمل الأحوال وأفضلها، ولهذا كان ابن عمر يتشبه به فى ذلك مع قدرته على الطعام ، وكذلك كان أبوه من قبله .
عن عائشة ( رضى الله عنها) قالت : " ما شبع آل محمد r منذ قدم المدينة من خبز بُرٍ ثلاث ليال تباعاً حتى قبض " ([2]) .
قال إبراهيم بن أدهم: " من ضبط بطنه ضبط دينه ، ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة ، وإن معصية الله بعيدة من الجائع قريبة من الشبعان " .
([1]) رواه الترمذى (9/244) الزهد وقال : هذا حديث حسن صحيح وابن ماجه (3349) الأطعمة، والحاكم ( 4/121) وصححه ووافقه الذهبى الألبانى .
([2]) رواه البخارى (11/282) الرقاق ، ومسلم (18/105 ، 106 ) الزهد .
تعليقات
إرسال تعليق