القائمة الرئيسية

الصفحات

⏺ صلاة الجماعة ⏺ وجوبها و فضلها .. كتاب الصلاة الحلقة ٢٤

 

 ⏺ صلاة الجماعة ⏺ وجوبها و فضلها .. 
كتاب الصلاة الحلقة ٢٤ 


في هذا الموضوع يبين الشيخ المسائل التالية :

الصلاة في جماعة في المسجد .. شعيرة عظيمة من شعائر الدين الظاهرة ..

كم حث عليها ربنا تعالى في كتابه ، و كم حرّص عليها نبينا () في سنته ..

و كم حافظ عليها - و بشدة - صحبه الكرام و من تبعهم ..

فما فضلها ؟ و ما سبب مشروعيتها ؟ و ماهي فوائدها للفرد و المجتمع ؟ و متى يعذر الانسان في عدم شهودها ؟


تفضلوا أجوبة الشيخ في المقطع التالي:👇👇



أجزاء المقطع: 👇👇

00:00 - مقدمة .. 
00:36 - استفسارات أجاب الشيخ عنها في هذا الفيديو  ..
01:07 - أهمية صلاة الجماعة ..
01:18 - اجتماعات شرعها الله تعالى للمسلمين ..
02:18 - من فوائد هذه الاجتماعات ..
03:07 - كون الصلاة في جماعة فرض على الرجال ، و أدلة ذلك ..
04:09 - ثقل صلاة الجماعة على المنافقين ..
05:28 - أعمى و لم يعذر ، فهل يعذر المبصرون؟  ..
06:15 - مرضى و لم يتساهلوا ، فهل يعذر الأصحاء؟  ..
07:36 - خاتمة و دعاء  ..


رابط المقطع: 👇👇


و هنا نص كلام الشيخ - حفظه الله - منقولا من كتابه المذكور:

باب في وجوب صلاة الجماعة وفضلها 



أهمية صلاة الجماعة:

شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام , وهى صلاة الجماعة في المساجد , 

فقد اتفق المسلمون على أن أداء الصلوات الخمس في المساجد من أوكد الطاعات وأعظم القربات , 

بل وأعظم وأظهر شعائر الإسلام . 


اجتماعات شرعها الله:

فقد شرع الله لهذه الأمة الاجتماع في أوقات معلومة , منها ما هو في اليوم والليلة , كالصلوات الخمس ; فإن المسلمين يجتمعون لأدائها في المساجد كل يوم وليلة خمس مرات , 

ومن هذه الاجتماعات ما هو في الأسبوع مرة ; كالاجتماع لصلاة الجمعة , وهو اجتماع أكبر من الاجتماع للصلوات الخمس , ومنها اجتماع يتكرر كل سنة مرتين , وهو الاجتماع لصلاة العيدين , وهو أكبر من الاجتماع لصلاة الجمعة , بحيث يشرع فيه اجتماع أهل البلد , ومنها اجتماع مرة واحدة في السنة , وهو الاجتماع في الوقوف بعرفة , وهو أكبر من اجتماع العيدين ; لأنه يشرع للمسلمين عموما في كل أقطار الأرض . 


من فوائد هذه الاجتماعات:

وإنما شرعت هذه الاجتماعات العظيمة في الإسلام ; لأجل مصالح المسلمين ; ليحصل التواصل بينهم بالإحسان والعطف والرعاية , ولأجل التوادد والتحابب بينهم في القلوب , ولأجل أن يعرف بعضهم أحوال بعض , فيقومون بعيادة المرضى , وتشييع المتوفى , وإغاثة الملهوفين , 

ولأجل إظهار قوة المسلمين وتعارفهم وتلاحقهم , فيغيظون بذلك أعداءهم من الكفار والمنافقين , ولأجل إزالة ما ينسجه بينهم شياطين الجن والإنس من العداوة والتقاطع والأحقاد , فيحصل الائتلاف واجتماع القلوب على البر والتقوى , 

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :  "لا تختلفوا ; فتختلف قلوبكم"


 ومن فوائد صلاة الجماعة ; تعليم الجاهل , ومضاعفة الأجر والنشاط على العمل الصالح عندما يشاهد المسلم إخوانه المسلمين يزاولون الأعمال الصالحة , فيقتدي بهم .


وفي الحديث المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم :  "صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة"  وفي رواية : "بخمس وعشرين" .


كون صلاة الجماعة فرض على الرجال ، و أدلة ذلك:

فصلاة الجماعة فرض على الرجال في الحضر والسفر , وفي حال الأمان وحال الخوف , وجوبا عينيا , والدليل على ذلك الكتاب والسنة وعمل المسلمين قرنا بعد قرن , خلفا عن سلف .


ومن أجل ذلك ; عمرت المساجد , ورتب لها الأئمة والمؤذنون , وشرع النداء لها بأعلى صوت : حي على الصلاة , حي على الفلاح .وقال الله تعالى في حال الخوف :  [وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ]  الآية ; فدلت هذه الآية الكريمة على تأكد وجوب صلاة الجماعة , حيث لم يرخص للمسلمين في تركها حال الخوف , فلو كانت غير واجبة , لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر الخوف ; فإن الجماعة في صلاة الخوف يترك لها أكثر واجبات الصلاة , فلولا تأكد وجوبها ; لم يترك من أجلها تلك الواجبات الكثيرة ; فقد اغتفرت في صلاة الخوف أفعال كثيرة من أجلها .


ثقلها على المنافقين:

وفي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ; أنه قال :  "أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر , ولو يعلمون ما فيهما , لأتوهما ولو حبوا , ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام , ثم آمر رجلا فيصلي بالناس , ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب , إلى قوم لا يشهدون الصلاة , فأحرق عليهم بيوتهم بالنار"

 

ووجه الاستدلال من الحديث على وجوب صلاة الجماعة من ناحيتين :

الناحية الأولى : أنه وصف المتخلفين عنها بالنفاق , والمتخلف عن السنة لا يعد منافقا ; فدل على أنهم تخلفوا عن واجب . 

والناحية الثانية : أنه صلى الله عليه وسلم هم بعقوبتهم على التخلف عنها , والعقوبة إنما تكون على ترك واجب , وإنما منعه صلى الله عليه وسلم من تنفيذ هذه العقوبة من في البيوت من النساء والذراري الذين لا تجب عليهم الجماعة . 


أعمى و لم يعذر:

وفي " صحيح مسلم  أن رجلا أعمى قال : يا رسول الله ! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد , فسأله أن يرخص له أن يصلي في بيته , فرخص له , فلما ولى ; دعاه , فقال : " هل تسمع النداء ؟ " , قال : نعم , قال : " فأجب" 

 فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالحضور إلى المسجد لصلاة الجماعة وإجابة النداء مع ما يلاقيه من المشقة , فدل ذلك على وجوب صلاة الجماعة . 


مرضى و لم يتساهلوا:

وقد كان وجوب صلاة الجماعة مستقرا عند المؤمنين من صدر هذه الأمة :قال ابن مسعود رضي الله عنه :  ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق , ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف  فدل ذلك على استقرار وجوبها عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولم يعلموا ذلك إلا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم , ومعلوم أن كل أمر لا يتخلف عنه إلا منافق يكون واجبا على الأعيان . 


وروى الإمام أحمد وغيره مرفوعا :  الجفاء كل الجفاء , والكفر والنفاق , من سمع المنادي إلى الصلاة , فلا يجيبه 

وثبت حديث بذلك :  "يد الله على الجماعة , فمن شذ ; شذ في النار".

  

 وسئل ابن عباس عن رجل يقوم الليل ويصوم النهار ولا يحضر الجماعة , فقال : " هو في النار".


  نسأل الله العافية والتوفيق لمعرفة الحق واتباعه , إنه سميع مجيب .



تعليقات